Arabic Nadwah
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Arabic Nadwah

مرحباً بكم في منتدى الندوة العربية
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 همس الخواطر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هاشمي غزلان




عدد الرسائل : 6
تاريخ التسجيل : 28/05/2009

همس الخواطر Empty
مُساهمةموضوع: همس الخواطر   همس الخواطر Emptyالأربعاء يوليو 01, 2009 10:00 am

"همس الخواطر"
لست أحتاج لقراءة التاريخ حتى أعرف سيرتك الذاتية، ولا لأن أبحث عنك في مراكز التفتيش و البوليس...و لا أن أسأل عنك في محاكم الاستئناف...لأنّني ببساطة سيدي أعرفك قبل أن تعرف ذاتك...و قبل أن يولد التاريخ...و قبل أن توجّه أصابع الاتهام بأنني قتلتك حلما...فارجع إن أردت إلى عصور مضت...و اسأل أين كنت عندما لم تعرفني...عنصر ضائع أنا بين استفساراتك...استقالتي على يديك من عنصر الظلال كانت أول أمنياتي...وارتقبت تحاذقك حينا...و استهتارك أحيانا أخرى باستغراب...دخلت معاركك في طور الطفولة...كانت الأيام بيننا شبيهة برحلة بن بطوطة متجددة و متطورة كتطور أفكارك...تغرقني حينا في نوع من الفضول...و أحيانا أخرى ترجعني إلى نقطة الصفر...لتوقف زحف جيوش نظراتي المتسائلة...لا أدري لماذا تكسو نفسك بذلك الغموض...تمثل على طريقة تشارل كهولمز...أتساءل حينها ماذا في نفسك؟!...لماذا لا تعطيني دروسا متتالية على تاريخك الغامض...أنا تلميذة سيدي تحب أن تعرف لتعيش...و تحب أن تكتب مصيرها بثقة النجاح و لن يكون ذلك إلا إذا قررت كشف ذاتك...و إلا فسنفشل معا...كنت إن لزمت محراب الإنابة رجعت لتعلم قلبي التمرد...و إذا تمردت تتركني أتخبط في حيرة عشواء...فلا أنا أقدر على النسيان...و لا أنت تتجرأ في دنيا القرار...كنت بين التردد و الوثوق تتضاءل أمانيك...لكن تكثر بالمقابل محاولاتك...لأنك تعلمت أن تتجرأ على دنيا المستحيل...أعرني سيدي مواهبك و ابتكاراتك...و علمني كيف أصارع وسط الحنين...قبل أن تموت نفحات قلبي ذبيحة على مصقلة كبريائي...فذاك وقت الاختراعات السريعة...و ليس وقت إدخار العواطف...يكفيك ما ادخرت من موارد...حان لك أن تعمل و تبتكر و تخطط...لكن للأسف لم تفهم ذلك...أو ربما فهمته بعد ان فات الأوان...قررت أن أكون استثنائية...فتسللت في شجاعة إلى ذاكرتك...قادتني نفسي لأن أصنع الأحداث السياسية بدبلوماسية عجيبة...و رحت أقاوم كلّ التيارات الاستعمارية...يا من فجرت الثورة في كل أنحاء داخلي...يا من علمتني التمرد من دون لجوء سياسي...الجأ إلى حدود خرائطي التي عدلت آلاف المرات، و دعني أذاكر في دروسك الماضية...و أطلع على سيرتك الذاتية...أطالع بعمق لأكتشف بطولاتك من أين أتت؟! و كيف أتت؟!و كيف استطعت أن تقهرني بهذه الموهبة الكبيرة...أقلقني النسيان فرحت أتصفح اختصاراتك المنزلية...علّي أجد من خلالها ما يشبع فضولي...هاهي التوقيعات التي جمعتها من كل النوادي و الأحزاب و الشخصيات السياسية و القادة...لتضفي الشرعية على قرارك...في الترشّح للرئاسة على عرش قلبي...لكنك في نفس الوقت أو بعد وقت قصير و بعد أن نجحت...أخللت بكل وعودك...و هذه هي الجزائر...قد تجاهلتني سيدي...فكان عليّ الرجوع إلى مصاف المنافسة...و الفوز بمقعد في برلمانك...و لكني طمعت في إحياء العدالة التي ماتت منذ آلاف السنين...عدالة بن الخطاب و أبي بكر...كنت أريد كشف أوراقك و أهدافك أمام الملأ...أمام عدسات التلفزيون و أمام كاميرات الصحافة المسموعة...و حتى المرئية لألاّ يقال عنّي...أني هربت من شبح المواجهة...و فضلت النوم على سرير من الحرير...و تسترت على كلّ الجنايات و الجنح السلطوية ...قررت أن أدافع ...حتى لا تكتب رجل التاريخ الأول...بينما تحسب عليّ أنا كل الأخطاء و التجاوزات.
استعدت في لحظات كلّ ما فاتني من التاريخ لأجد نفسي في صلب الموضوع...نفسي بل وطني المفقود قلبك...أم تراها خياراتي...خذلتي ساعة الانتحار فوق جفنيك...هذه هي سلطتك الأبوية التي عرفتها المرأة منذ عصور الجاهلية...و ذلك هو خياري الوحيد...لأنني كنت أراها سلطة سولونية...لا استبداد فيها...فدعني أرحل إلى أين أجد كلّ أشيائي المفقودة...ساعات فقط أختصر فيها عمري و عمرك...و تلك الحكاية بكلّ غموضها...تذكرت حينها كم كنت غافلة عن معتقلي المقهور...عندها لم يهمني أن أموت خجلا...أو صمتا فوق ظلم الاختيار...الاختيار لذي لم أختره...أو ربما اخترته...كان عليّ أن أرضى بعنف...و أن أموت بعنف...و كان عليهم هم ترتيب كل شيء بما فيها نسف أحلامي...لم أدرك عندها انه ربما يأتي يوم تزاح فيه حدود خرائطي...و تتبدل جغرافية قلبي بعنف كذلك...ولكن ذلك ما حدث فعلا ...وتلك هي فجيعتي...أرتاهم قرأوا في عيني فناءا فردوسيا جميلا؟!...تلك الحكومات الديمقراطية قد أبادتها استعمارية قرن من لا مبالاتهم الفرعونية...سأقول أسطورتنا التي تعلمها جيل من الآلام...دخلت حينها مرحلة المعارك الكبرى...و وحدها معركتي الأحادية كانت منفاي...بل مقبرتي الجميلة...و كانت عبقريتك أنك استطعت أن تدخل معركتي بنوع من الأحادية اللذيذة...العبوا كما شئتم...و أنا اخترت لعبتي الفريدة...تلك الرقصات العشوائية على أوتار الخذلان الثوري...أولسنا في بلد تخذل فيه جميع الثورات...و لا تبقى إلا تصفيقات مكابرة لأشباه حكام...و أشباه محكومين...؟! أين أنت يا أما لا أم لها؟!...أين أنت يا جزائر؟!...يا ذاكرتي العريقة؟!...كيف حكموا عليك بالإذعان السلطوي؟!...نصيحتي لكم...لا تحلموا حتى لا تموتوا على طريقة العربي بن مهيدي رميا بالمستحيل...تعلمنا يوما أن حكايات شهرزاد كذبة جميلة أطفأت خلالها نار السنين القاتلة...فلماذا علمونا أيضا أن الصدق أنجى...هل كان على تلك الأميرة أن تموت يومها صدقا...و هل كان عليّ أن أصدق تلك الحكايات الشهرزادية؟!...أم كان علينا أن نمارس الكذب معا على طريقة شهرزاد علّ شهريار يتنازل عن قتل ما تبقى من الضحايا...رحت أقلب دفتري...أتراهم سرقوا ذاكرتي أيضا؟!...في زمن فات جعلوني قربانا لآلهة جنونهم الخرافي...قربانا رقصوا مع احتراقه عراة من كلّ عواطف الحنين...وطني العزيز كم كنت طيبا إلى حد قتلي...أتراني كرهت امبراطوريتك...أم أنه الحنين ينسيني...يعلمني كيف أستريح من حكايتك...كيف جعلتني استسلم لألفاظك الاعتباطية؟!...كيف جعلتني أصغي لأصوات خطواتك المبعثرة؟!...كيف أقنعتني بالدخول في حزبك الدكتاتوري؟!...أرادوك ألا تفهم ففهمت...و كانت سبب مأساتك أنك فهمت...و سبب عقدتك الآنية أنك فهمت كذلك...أتراك الآن انتقمت من كلّ الأكاذيب في حياتك؟!...أتراني كنت القربان الأول لأخطائهم؟!...أتراك أردت أن تنتقم بنفسي من نفسك؟!...أردت في تلك الأثناء أن أحضن تاريخك فنبذتني أسوارك...تقدم سيدي لأحكي لك باقي فصول روايتك...نم على سرير الخذلان و ارتح من كل شعور بالمسؤولية...و سأغني لك في كل ليلة...على طريقة جدتي...لأنسيك كل سقطاتك اليومية...أتراها خدعة للترشح على محراب قلبي؟!...حلمت بأنك ستهبني الانتصار...فلم تفعل...كنت تحارب لا شرعية السلطة...فحاربتك لعنة البوليس السري...و القضاء السري...و الحكم السري...و المرافعة السرية...و السجن السري..ما دهاك؟!...لم أجز إليك أن تدين تصرفاتي...لأن الإدانات هي من اختصاصاتي...و التعويض من اختصاصك أنت وحدك...و الاتفاقات المفسوخة...بحكم العدم...لم تكن لتقول عنّي...بأنّي لم أخترعها...و لم أكسبها شروطا تعجيزية...لأنها عقود ملزمة بجانبين...جانب الاستحالة...و جانب الفضول...أنت لغز محير...صعب أن أقرأك...أو أقرأ تفاصيل انسحابك...من المسار الانتخابي...أحاول الآن تقييمك...أحاول تقييم عهدتك الرئاسية على سلطان قلبي...أي المشاريع قمت؟! ...و أي الأزمات أفشلتك؟! ...أحاول الآن بعد أن قالوا عذرا...و منعوك حتى من أن تحزم أمتعتك...قبل أن تحزم قلبي و روحي...في أشياء حقيبتك السرية...آه لو تركوا لي فرصة الدفاع الشرعي....لما تركتك وحيدا...أمام عدالتهم المزعومة...و لدافعت على عدالة الله فيك...
هاشمي غزلان ـ المركز الجامعي سوق أهراس ـ الجزائر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
همس الخواطر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Arabic Nadwah :: ندوة :: قصة قصيرة-
انتقل الى: