زاهية بنت البحر
عدد الرسائل : 3 تاريخ التسجيل : 12/12/2007
| موضوع: على شطيك يغتال النخيل الخميس ديسمبر 30, 2010 9:20 am | |
|
على شطَّيْكِ يُغتالُ النخيلُ=وبالأحزانِ يكتحِلُ الجميلُ
ويأبى أنْ يموتَ بلا شموخٍ =وإنْ أضناهُ بالسَّقم ِ الذبولُ
وباتَ الغمُّ محتجِزَاً لفجرٍ=وزهرُ الرُّوضِ جافاهُ الهطولُ
تبدَّى زاهياً رغمَ المنايا=وقدْ درستْ بدنياهُ الطلولُ
فيسكب دمعَهُ في فجرِ يومي=وأسمعهُ وإنْ عزَّ الوصولُ
إلى لقياهُ مؤتلِقا بصبحٍ=على الأغصانِ من فرحٍ يميلُ
أنا منْ تربِ خير الأرضِ نخلاً=ويزهو منْ سنا شعري الأصيلُ
أبيٌّ منذ ُ أن عانقتُ تربيْ=وباركَ عزَّتي فيها الرَّسولُ
أقاومُ بالصُّمودِ هبوبَ ريحٍ=يضجُّ بعاصفٍ فيها الصليلُ
وأرفعُ للعلا هاماتِ أهلي=ويرجعُ يائِسَاً عنِّي الدخيلُ
فما الإعصارُ مقتلعٌ لجذري=ولا الأغصانُ يُتعبُها الهديلُ
ولكنْ دمعتي يومَ احتضاري=إذا ما الدَّارُ يحكمُها العميلُ
وصارَ الذُّلُّ بعدَ العزّ وصماً=ووعيُ الشَّعبِ أنهكهُ الخمولُ
ولاكَ القهرُ صبرَ الحرِّ ناراً=وأمطرَ بالرَّزايا المستحيلُ
فما بالجبنِ نرتادُ المعالي=ولا بالدَّمع يخشانا المغولُ
فقاومْ يا شقيقي الظُّلمَ وانهضْ=فأنتَ بمجد ِعالمِنا الأصيلُ
ولا تخشَ العدوَّ بما تبدَّتْ=جحافلُ غدرِهِ أنَّى تصولُ
فما للنَّفسِ دونَ الخُلدِ همٌ=يؤرِّقُها بهِ القلبُ العليلُ
فتسعى للوصولِ إلى حماها=ويرعى دربَها الرَّبُّ الجليلُ
فيا مَنْ قدْ وهبتَ الرُّوحَ مَهراً=لأجلِ عَروبِها: أنتَ النزيلُ
فصابرْ في الجهادِ تعشْ كريماً=وعانقْ منهجاً سنَّ الرَّسولُ
بقلم
زاهية بنت البحر
| |
|