أغيد صالح
عدد الرسائل : 2 العمر : 39 Localisation : فلسطين تاريخ التسجيل : 05/08/2007
| موضوع: في القدس /أغيد صالح الأحد أغسطس 05, 2007 1:59 pm | |
| في القدس
في القدس .. في المسرى .. بباب الساحة القدسية ْ .. وقفتْ .. تَلوكُ سنينَ مأساة ٍ .. فتاة ٌ مقدسية ْ.. بعينيها تقبـِّــل طُهر الله و الأرض .. و تسبح في مآقيها دموع الغائبين .. و ألفُ خِرق تزيِّن ثوبها ... تتدافع الأدماء فيها لتحكي لمن لم يولدوا بعدُ .. تفاصيل القضية.
* * * * *
في القدس .. في المسرى .. بباب السوق ِ ... شيخٌ ملتح ٍ طعمَ المرارة ... و عُقاله المسودُّ حزنا ً و حدادا ً .. على سرب الحمائم .. هجرت تلك المنارة .. في كل أخدود من الوجه العتيق ... حكاية ٌ... تحكي حقيقة شعبه المدفون في قلب ِ العِبارة ... و دخانه في الجو يعبق حيثما .. سجدت ملايين من الأرواح في أرض النبوة .. في قبلة ٍ أولى .. و في مأوى الطهارة.
* * * * *
في القدس .. في المسرى ... في زقة حيـِّنا العربي ... أصوات أطفال ٍ .. تلاعب طفلة ً .. كانت هنا ... عندما كان يُقبـِّـل أرض حارتنا بعزٍّ .. صليلُ سيفِ أبيها و درعُ الجد .. و حافر خيلهم ... و لسانها يتكلم العربية .. و بقلبها .. في ذلك الحي العتيق .. شعاع نور .. من كلام الله في كتب السماء .. ما زال .. لو دققت أكثر .. شامخا ً في شق أحجار .. و في تلك الزوايا.
* * * * *
في القدس ... في المسرى ... بالقرب من إحدى التكايا ... و عند باب " المغاربة "... كانت عصافير تغرد .. و الفراش يُعِينُ زوجا ً من حمام ٍ .. تحيكُ للخريف القادم عشا ً من سكينة .. و الآن لو دققتَ أكثر .. سترى خيوط العنكبوت الواهنة قد عششت في زوايا الباب من كل الجهات ... حتى تكاد تحرمُ الباب القديم من التنفس ... تسدُّ طاقته .. و تهشِّم العتبات والمفتاح.
* * * * *
في القدس .. في المسرى ... في دروب الآلام ... هناك كان المسيحُ يمشي .. عاريا ً مُدْمَى الشفاه ْ... حمّـلوه على كتفيه صليبَهْ ... و كان يحمل فوقه طمأنينة و أمانا ً من إلـهْ.
اليوم َ .. ها ألفُ مسيح ٍ .. عاريا ً من روحه و بلاده .. حاملا ً صليبَيْهـِما معا ً .. يمشي على الأشواك في ذات الطريق ِ.. فاقدا ً كلَّ الأمانْ .
أغيد صالح (6 من شباط 2007)
| |
|