البيت القديم!
سيد جودة - مصر
كان في البيت من زمنٍ
سلمٌ منكسرْ
وصغيراً عليه لعبتُ
على سوره كم تزلجت في عبث الأبرياءْ
كان فوق الحوائط بعض شروخٍ
كوجه عجوزٍ تضاحكُ أحفادها الأشقياءْ
كان فوق الجدار قلوبٌ , سهامٌ
حروف المحبينَ في ضمة العشقِ
أجنحة ٌ للنوارس تعبر بحر الحنينِ
هنا عاش أهل الهوى
و أنا ..
عشت يوماً هنا
كنت أقضى المساء وقوفاً مع الأصدقاءِ
على مدخل البيتِ
نلقي على الفتياتِ جميل الكلامِ
إذا ما مررن علينا
يضئن الأزقة في حيِّنا
كنت أسهر ليلي
ملائكة النور تسكب لي من دنان السماء اشتياقاً
بحجم السماءِ
فأسمع في خلوتي صلواتِ المحبينَ في وجدهمْ
"أقبل الليلُ" ..
"يا صحبة الراحِ" ..
"من أجل عينيكَ" ..
من أجلها
طاب عمري اشتياقاً
وطاب فنائي بها!
نحن أهل الهوى
نتوحد وجداً
تذوب الفراشة في عشقها
فتئز المحبة من موتها!
كان مدخل بيتي هنا
وهنا كان مقبض باب عتيقٍ
تداكن من عرق الساكنينَ
ومن دفء أحلامهمْ
وشروخ الحوائط كانت
كوجه عجوزٍ تضاحكُ أحفادها
وهنا كان سلمنا المنكسرْ
أين يا أبتي بيتنا؟
قال طفلي الصغيرُ
ومفتاح بيتي القديمِ
تدلى على صدرهِ!
16/11/2006