منشورة بمجلة العربي (الكويتية)- ديسمبر 2005
أنا أحَقُّ بالْجُنـُون مِنْ قيس شعر: عبد الناصر عيسوي
هَلْ ينتسبُ العُذْريُّونَ إلَيَّ..
وفيهِمْ هذا الْمَجنُونُ..
يُقَبـِّلُ جُدْرانَ حبيبتِهِ..
يتمنَّى أن يتزوَّجَ ليلاهْ؟!
ماذا لَوْ كُنـَّا زَوَّجْنَاهْ؟
هَلْ كانَ اسْـتَوْحَشَ في الفَلَوَاتِ..
لتُصبِحَ مأوَاهْ؟
هل كانَ الْمَجنـونُ يَظَلُّ يُطاردُني..
حتى ينتسِبَ إلَيَّ..
وكُلٌّ مِنـَّا يبكي ليلاهْ؟
أمْ كُنتُ وضَعْتُ بهذا..
حَدًّا لِلْمَأساهْ؟
إنِّي كُنتُ جُنِنتُ بمحبـُوبي..
قبلَ المجنـُونِ بأزْمَـانْ
كنتُ بكيتُ لِمَحْبـُوبي..
قبلَ وجودِ الأزْمَانِ بأزْمَانْ
يسْقيني محبـوبي مِنْ نَظْرَتِهِ..
معَ أنِّي لَمْ أَحْظَ برؤْيَتِهِ..
حـتى الآنْ!
كنتُ أقَبـِّلُ أعتابَ حبيبي
معَ أنَّ حبيـبي
ليس لهُ أعتـابْ!
شَبَحُ الْمَجنـونِ يُضايقُني
وهْوَ يُقبِّلُ جُدْرانَ حبيبتِهِ..
وأنا أسْبَحُ في الأكوانْ
وحبيبتُهُ تَحْبِسُها الْجُدْرانْ
ولَيْلاهُ كانتْ "بالعِرَاقِ مريضَةً
ولَيْلايَ عَيْنُ الطِّبِّ، عَيْنُ شِفَائيا
فلا لَيْتَني "كنتُ الطبيبَ" وإنما
يظَلُّ جُنـوني بَعْدَ مَوْتِيَ بـاقيا
هلْ يُمكِنُ أنْ ينتَسِبَ إلى قائمتي قيسْ؟
أمْ صِرْتُ أَحَقَّ بألقَابي
ليسَ يُنازِعُني فيها
إنسْ؟
يا قَسْـوَةَ مَنْ أَرَّقَني.. أو زَاحَمَني..
أوْ نَـازَعَني..
في مَلَكُوتِ جُنـُوني
فَلَقَدْ صِرْتُ أرَقَّ منَ الرِّقَّـةِ..
صِرْتُ أدَقَّ منَ الدِّقَّـةِ..
صِرْتُ فَنـاءً أبَدِيـًّا..
حـتى لا يتجَلَّى
إلاَّ
وَجْـهُ حَبيبي.
* * *[img]