(عَادَتْ مِنَ المَاضِى البَعِيدْ ..
تُشْعِلُ نَارَ الذِكْرَيَاتِ فِى شُمُوعِى المُطْفِأةْ
تَسْألُ عَمَّا كَانَ مِنْ حُبٍ وَ شَوْقٍ لَا يَنَامْ
تَبْحَثُ عَنْ صُورَتِهَا التِى اخْتَفَتْ بَيْنَ الرُكَامْ
واندَهَشَتْ مِنْ قلْبِىَ الصَامِتِ فِى حَضْرتِهَا )
هَلْ ذلكَ القلبِ الذى كَانَ يَدورُ فِى ضَجيجهَا !
_ فِى مُقْلَتَيكَ وَحْشَةُ الغَابِ وآلامُ الصَقِيعْ .. مُنْتَصِرُ ُ قَلْبُكَ بالحنينِ للاشَىءْ
غِوَايةُ اليَومِ القديمْ .. وَدَاعَةُ الأحلامِ .. وانطلاقةُ الأمَلْ.. نَبْضُ الفُؤادِ حينما دّقَّ الحَبِيبُ بَابَهُ
مَقْطُوعَةُ الأطلالْ .. أنْشودةُ المطرْ.. الصَمْتُ فِى وَقْتِ الرحيلْ ..قَصيدة ُالرَثَاءْ .. عَزفُ الكَمَانِ .. الغِنَاءُ فى الَليَالِى المُقْمِرَةْ
لَا شَىءَ فى المَاضِى يَعيِشُ فيكَ .. يُغْرِيكَ بِهِ الحَاضِرْ
أسْقَطَّ فى هَاوِيِةِ النِسْيَانِ أوراقكْ
_ مُتَّسِخُ ُوَجْهُكِ بالذِكْرَى .. مُتَّشِحُ ُ ثَوْبُكِ بالسَرَابْ .
لَا تَطْلبِى أمْسَاً جَديداً إنَّنِى أجْهلهُ
تَدَاخَلَتْ لَوْحَاتُهُ مَعَ رُسُومِ العَنْكَبُوتِ
هَكَذَا ..
مُسْتَوْجِسُ ُ مِنْ خَيْبَتِى .. أمْنَعُ قَلْبِى منْ تَهَوُّراتِهِ السَرِيعةْ
فربْمَا ألْقَى تَحِيةً على حبٍ قَدِيمٍ عابثٍ يَحْلمُ بالعودةِ للعرْشِ الكَبِيرْ
وربْمَا يَسْمَعُ إنشادَ الجَمِيلاتِ عن الحبِ فيصْرخُ : حَبيبتى هُنَاكْ
بَيْنَ الجَدَاوِلِ يلمِّعُ النَهاَرُ والمياهُ زِندَيْهَا.
و ربْما ودَّعهُ الحزْنُ وداعً موْسِمياً فاسْتَجَابَ للوداعِ وكأنهُ الأبدْ
وربْما تخْدعهُ الأحلامٌ بالخيالْ
_ ما زِلْتُ تَعْشَق الهروبَ مِنْ عَوَاطِفِكْ
تَخْشى التوحّدَ معَ القلبِ الطَموحِ داخِلكْ
تخشى السفرْ ..
بَينَ مرادٍ تنتظره أن يناديكَ .. وخَوفٍ منٍ دنوِّه إليكَ .. تَنْتَظِرْ.
بينَ القرارِ والفرارِ تتدحرجُ مسيرتكْ
_ لا شأنَ لى اليومَ بما أخَذه الزمانُ أو أبْقَى عليهِ
صرْتُ للمجْهولِ أعرِفٌ الطريقْ
لَا أنتظرْ شيئاً منَ الغيبِ .. أمارسُ حقوقى فى خداعهِ
فربْما يَجِيئنى مُبْتَسِماً ..
يحمِلِ لِى ما طلبْتهُ ثمَّ تناسيْتُهُ فِى خِضَمِّ خَيباتِى الكثيرةِ
أقولُ : لا أريدُ الآن ما تَمَنَّيتُ فى السابقْ .
تلكِ المقارناتِ لا تعْجبنىِ..
ما كانَ غيرُ مايكونُ غيرَ ما سوفَ يكونْ
لَا وَقْتَ للمَاضىِ إذَا دَارَتْ سَواقِيهِ
لنْ يَسَمعَ الألحانَ مَنْ ماتتِ أغانيهِ